لا يكاد يخلو بيت من طفل عنيد! فما هي الأسباب الأساسية العناد عند الأطفال وكيف يمكننا التغلب عليها؟
دعنا أولاً نتعرف ما هو العناد عند الأطفال؟
العناد هو مشكلة تربوية وعادة سيئة عند الأطفال تتمثل في التشبث بالرأي وعدم الإنصات لكلام الوالدين أو المعلم. وأيضاً رفض أي طلب يطلبه منهم الآخرون دون وجود أي مبرر لهذا التصرف. و يتميز الطفل العنيد ببعض السمات مثل: رفض سماع الأوامر من الكبار والإصرار على الحصول على شيء معين. بالإضافة إلى التمرد على الوالدين واستخدامه لأي طريقة يمكن أن تساعده في سبيل التوصل لأهدافه الخاصة. ويوجد أنواع للعناد حيث أن لكل طفل دوافع وأسباب معينة أدت الى ظهوره يجب التعرف عليها. وإذن إيجاد أفضل الحلول المناسبة للطفل للتغلب على هذه المشكلة.
أهم أسباب مشكلة العناد لدى الصغار
يعاني الآباء من سلوك الرفض والعناد عند أطفالهم في معظم المواقف. وقد تتطور هذه المشكلة بمرور الوقت لذلك ينبغي حلها بأسرع فرصة ممكنة. ولكن تختلف الأسباب من طفل لآخر ويمكن أن يشترك أكثر من سبب لظهور هذه العادات السيئة عند الاطفال تتضمن:
- الدلال المفرط، من الأسباب التي قد لا ينتبه اليها الوالدين عند التعامل مع أطفالهم. فهو الدلال الزائد وتلبية جميع طلبات الأطفال مما يؤدي إلى ظهور هذا السلوك السيء متمثلاً بالعند والرفض لمعظم الأوامر والنصائح.
- عدم إشباع رغبات الطفل يمكن أن يكون العناد كرد فعل لعدم تلبية حاجات الطفل الأساسية مثل الجوع، التعب، أو النعاس. مما يؤدي إلى توتر نفسي يظهر بشكل عناد.
- التقليد، يمكن أن يكون العناد موجوداً عند الآباء وبالتالي الاطفال يقوموا بتقليدهم. لذلك علينا مراقبة أفعالنا وتصرفاتنا أمام الأبناء حيث أن ” الآباء مرآه للأطفال”.
- الظروف النفسية والاجتماعية، فالطفل الذي يمر بظروف نفسية صعبة أو ضغوطات اجتماعية ستؤثر بشكل أكيد على نفسية الطفل. وبالتالي محدثة تغييرات لسلوكيات الطفل ويمكن أن يكون العند أحد النتائج الحاصلة للطفل.
- التلفاز أو الهاتف، يمكن أن يؤثر بشكل ملحوظ ما يشاهده الطفل على الشاشة من مشاهد للعناد. فالطفل بطبعه يقلد ما يشاهده من دون قصد وهذا سبب مهم يجب الانتباه اليه ومراقبة ما يعرض أمام أطفالنا.
- ووجود خلل فسيولوجي، يمكن أن تكون هناك إصابة بالدماغ تؤدي إلى ظهور هذا التصرف عند الطفال.
- فرض القيود، فالطفل بطبيعته يحتاج للحركة بحرية بالمنزل وقد يفرض بعض الآباء حدود للحركة. قد يكون بسبب ضيق المنزل أو وجود عدد من التحف الثمينة. بالتالي يتم حرمانه من ممارسة نشاطه الطبيعي فينعكس سلبيا على سلوكه وظهور العناد كردة فعل.
- عدم الشعور بالأمان، فبعض الأطفال يشعر بالظلم والقهر بسبب بعض التصرفات والطلبات التعجيزية للأطفال. وبذلك يحاول الأطفال تنفيس هذه الضغوطات كرد فعل من الطفل.
- فرض شخصية، يحاول بعض الأطفال فرض شخصية خاصة بهم والمحاولة للوصول للاستقلالية وإثبات الذات بهذا السلوك.
أفضل الحلول لعلاج مشكلة العناد عند الأطفال
بعد التعرف على الأسباب المؤدية لسلوك العند، ينبغي التعرف على أساليب العلاج المناسبة.
- البيئة المناسبة، يجب أن ينشأ الطفل في بيئة صحية ونفسية واجتماعية مناسبة لنموه الجسدي والنفسي بشكل طبيعي للتوصل للسلوك السليم.
- القدوة، ينبغي على الأهل مراقبة تصرفاتهم داخل المنزل وخارجة وأن يكونوا قدوة يحتذى بها، فكما قلنا أن” الآباء مرآة للأطفال”.
- تقديم الخيارات، فمن الأفضل عدم فرض أمر معين على الطفل وبدلاً من ذلك جعله يختار في بعض الأوقات. بالإضافة إلى تبرير الأم سبب رفضها للخيارات الأخرى.
- التجاهل، من الطرق الملائمة لهذا السلوك هو محاولة تجاهل السلوكيات الغير مرغوبة وعدم التركيز عليها. في حال كانت لا تسبب ضرراً جسدياً أو نفسياً.
- الصبر، لتغيير أي عادة سيئة يلزم الصبر فالتغيير لا يحدث فجأةً ولكن بالتدريج يتم التوصل للهدف المحدد.
- التشجيع، من المهم تشجيع الأطفال على السلوكيات الجيدة بالهدايا والمحفزات النفسية والمادية.
- التحدث إلى الطفل، يمكن للوالدين التقرب من طفلهم معرفة أسباب عناده والتوصل معه لحل مناسب.
- حرم الأطفال من بعض الامتيازات الزائدة التي لا تضر بالطفل. وبذلك يتعود الطفل على عدم تلبية جميع طلباته وشعوره بالقناعة والرضا وبالتالي عدم الإصرار على الرأي
.
.اقرأ المزيد عن تنمية صفة المرونة في شخصة طفلك
المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على الأسرة في تحمل ومراقبة مسؤولية سلوك الطفل بدءاً من مرحلة الحمل وجميع مراحل النمو للطفل. بالنظر إلى الأسباب السابقة يمكنك معرفة الطريقة المناسبة لعلاج مشكلة العناد عند الأطفال وتقويم سلوكه وإذا لم تستطع التغلب والسيطرة فيمكنك حجز استشارة مع المختصين لمساعدتك على تجاوز هذه المشكلة.