يعاني بعض الطلاب بشكل كبير في المدرسة وقد يستغرقون وقتًا أطول في عملية القراءة. حيث يواجهون مشكلة معالجة الكلمات مما قد يؤدي إلى صعوبة التهجئة والكتابة والتحدث بوضوح. تسمى هذه المشكلة عسر القراءة (الديسلكسيا).
ما المقصود بمصطلح الديسلكسيا؟
عسر القراءة (الديسلكسيا) هو نوع من أنواع صعوبات التعلم المعروفة حيث يواجه بعض الأشخاص صعوبات في اللغة تؤثر على القدرة على القراءة و التهجئة والكتابة والتحدث. مصطلح عسر القراءة ضيق جدًا بحيث لا يصف صعوبات التعلم جميعها. وذلك لأن صعوبات التعلم عادة ما تكون أوسع من مجرد صعوبات القراءة.
ومع ذلك، فإن طرق التدريس الخاصة والبرامج المناسبة والدعم العاطفي الكافي يمكن أن تساعد الطفل المصاب بعسر القراءة في التأقلم بنجاح من خلال المدرسة. وبالتالي، فإن التقييم المبكر لعسر القراءة عند الطفل مفيد للغاية.
وقد أظهرت دراسة أن حوالي 10٪ إلى 16٪ من الطلاب في المملكة العربية السعودية يعانون من بعض أعراض عسر القراءة، مثل القراءة البطيئة أو صعوبة التهجئة أو اختلاط الكلمات. ونسبة الإصابة عند الذكور 4 مرات أعلى من الإناث. ويمكن أن يعاني البالغون من اضطراب التعلم هذا أيضًا. حيث من الأفضل يتم تشخيص المشكلة في وقت مبكر من عمرهم. وقد لا يدرك البعض أنهم يعانون من عسر القراءة حتى يكبروا.
أسباب عسر القراءة:
تتعدد أسباب مشكلة عسر القراءة بسبب الاختلافات في أجزاء الدماغ التي تعالج اللغة. حيث تُظهر فحوصات التصوير لدى الأشخاص المصابين بعُسر القراءة أن مناطق الدماغ التي يجب أن تكون نشطة عندما يقرأ الشخص لا تعمل بشكل صحيح.
عندما يتعلم الأطفال القراءة، فإنهم يكتشفون أولاً الصوت الذي يصدره كل حرف. على سبيل المثال ، تصدر “ب” صوت “باه”. “م” يصدر صوت “ميم”. بعد ذلك، يتعلمون كيفية وضع هذه الأصوات من أجل تكوين الكلمات بشكل صحيح مثل ” (“قطة”) (“ق – ط – ة) وأخيرً، عليهم معرفة معنى الكلمات (“القطة” هي حيوان فروي يموء).
بالنسبة للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة، يواجه المخ صعوبة في ربط الحروف بالأصوات التي يصدرونها، ثم دمج هذه الأصوات في كلمات. لذلك بالنسبة لشخص يعاني من عسر القراءة ، قد تُقرأ كلمة “قطة” على أنها “طتق”. بسبب هذه الاختلالات، يمكن أن تكون القراءة عملية بطيئة وصعبة.
بالرغم من ذلك، لا تزال الأسباب الدقيقة لعسر القراءة غير معروفة، لكن هناك النظريات لخصت الأسباب التالية:
- قد تكون هناك مشاكل في الوعي الصوتي (التمييز بين أصوات الكلمات المتناقضة).
- يعاني الشخص ذو الوعي الصوتي الضعيف من مشكلة في ذاكرته. فتكون قصيرة المدى للكلمات المنطوقة، مما يعني أنه يميل إلى نسيان التعليمات أو قوائم الكلمات.
- قد تكون هناك مشاكل في العمليات البصرية أو السمعية أو اللغوية أو العصبية التي تشارك في التعرف على الكلمة المكتوبة.
- تميل صعوبات القراءة إلى الانتشار في العائلات بشكل وراثي، مما يشير إلى وجود صلة جينية.
التشخيص:
قد يكون من الصعب تشخيص عسر القراءة إلا إذا كانت المشكلة شديدة. اطلب المشورة المهنية من اختصاصي علم النفس التربوي إذا كنت تعتقد أنك أو طفلك قد تكون مصابًا بعُسر القراءة. قد يشمل التقييم اختبار مجموعة من العوامل بما في ذلك:
- المهارات المعرفية (التفكير).
- الذاكرة.
- الكلمات.
- مهارات القراءة والكتابة.
- القدرة الفكرية.
- معالجة المعلومات.
- المعالجة اللغوية النفسية.
- قد يساعد أيضًا التقييم الذي يجريه اختصاصي أمراض النطق.
علاج عسر القراءة
لا يوجد علاج لعسر القراءة (الديسلكسيا)، ولكن يمكن أن يستفيد الشخص من الدعم المتخصص لذلك، والذي يمكن أن يشمل:
- التدريس الفردي من معلم متخصص.
- برنامج قراءة يعتمد على الصوتيات يعلم الارتباط بين الأصوات المنطوقة والمكتوبة.
- نهج متعدد الحواس للتعلم ، مما يعني استخدام أكبر عدد ممكن من الحواس المختلفة مثل الرؤية والاستماع والقيام والتحدث.
- الترتيبات مع مدرسة الطفل – على سبيل المثال ، بالنسبة لهم لإجراء الاختبارات الشفوية بدلاً من الاختبارات الكتابية.
- التعلم من خلال تسجيلات الصوت أو الفيديو.
من أين تحصل على المساعدة
- طبيبك.
- أخصائي نفسي تربوي متخصص.
- مدرسة طفلك.
- أخصائي التخاطب.
من المهم أن تتذكر أن هذه الحالة ليست مرضًا. كما أنه لا يؤثر أو ينعكس على ذكاء الشخص المصاب بعسر القراءة أو رغبته في التعلم والتي قد تكون طبيعية أو حتى أعلى من المتوسط.
غالبًا ما يتمتع الأطفال المصابون بعُسر القراءة برؤية طبيعية ويكونون أذكياء مثل أقرانهم، ولكنهم يواجهون صعوبة في ربط الأحرف التي يرونها بالأصوات التي تصنعها تلك الأحرف.