تعتبر الغيرة من السلوكيات البشرية الطبيعية في مختلف الأعمار ولا أحد يمكنه انكار ذلك ولكن بحدود معينة ومعقولة. وبذلك زيادة وجودها يسبب المشاكل الأسرية المختلفة وبشكل خاص عند الاطفال. فالغيرة من الأمور التي تشغل بال الأهل ويحاولوا البحث عن الحلول المختلفة لضبط هذا السلوك السيء. مع ذلك يجب علينا الانتباه إلى السبب الذي دفع الطفل للغيرة. بالإضافة إلى حماية .مشاعر الأطفال من أي تأثيرات خارجية تحميهم
غالباً ما يتصرف الطفل تصرفات سلوكية تعبر عن غيرته من الآخرين. لذلك يجب علينا إعارة الانتباه لهذا النوع من السلوكيات التي في باطنها الغيرة من الآخرين.
أهم أسباب الغيرة عند الأطفال:
- المقارنة والمفاضلة بين الأخوة أو الأصدقاء أو الأقارب خاصة المقربين بالعمر. فبعض الأهل يفضلوا الابن الصغير على الطفل الكبير. ويمكن لعائله ما أن تقارن بين الطفل وابن عمه الذي في نفس عمره مما يؤدي إلى استفزازه وشعوره بالحميّة.
- قدوم مولود جديد بالعيلة ومنحه كل الاهتمام واهمال الطفل الآخر. فغالباً ما توجّه الأم جل رعايتها للمولود بالحمل والتقبيل مما يسبب إلى تنامي الشعور بالغيرة.
- تربية الطفل الخاطئة على الأنانية التي تجعله يرغب في الحصول على أكبر قدر من رعاية الوالدين.
- الشعور بالنقص عند الطفل. يمكن أن يكون بالشكل والجمال أو تكرار فشله بالمواقف المختلفة يعزز الغيرة عنده.
- تحميل الطفل للمسؤوليات فوق طاقته. يقوم الطفل بالهرب من هذه المهام عن طريق سلوك الغيرة من أخيه الأصغر بسبب حصوله على امتيازات وعدم تكليفه بهذه المسؤوليات الكبيرة.
- شعور الطفل الذي عنده إعاقة بالغيرة والحرمان من أخيه السليم.
نقدم لك طرق التعامل السليمة مع ابنك الذي يعاني من الغيرة:
التربية الصحيحة:
فالتربية السليمة من البداية وتجنب التربية الخاطئة للطفل. فبالتالي يتم تعزيز الشعور بالرضا والتعاون واحترام الآخرين وتقدير الاختلاف بين الأشخاص أمر طبيعي. فينشأ الطفل على هذه القيم.
الإنصاف والعدل بين الأطفال:
فعدم العدل بينهم من أهم الأسباب المؤدية إلى نمو سلوك الشخص الذي يغار عند الإخوة. لذلك ينبغي إعارة الانتباه عندما نتصرف أو نمنح الحب والأحضان والقبل لأطفالنا الكبير والصغير على حدٍ سواء. بذلك تتحقق المساواة ويتم التغلب على غيرتة.
مراعاة الظروف الجديدة:
ينبغي عليكم كآباء وأمهات متابعة أية ظروف حاصلة ومؤثرة على أبنائكم ولو بشكل بسيط. فمثلاً عند قدوم مولود جديد للأسرة يجب عليكم الاستمرار بالاهتمام بباقي إخوته حتى لا يؤثر وجوده على نفسية باقي الأطفال بالأسرة. أيضاً يمكنكم إحضار هدية أو لعبة عند قدوم المولود إلى البيت للتخفيف من حدة هذا السلوك السيء للطفل الأكبر.
.
اقرأ أيضا عن أكثر العادات السيئة عند الأطفال
التخلص من الأنانية عند الطفل:
يمكنكم بالتدريج والصبر التغلب على الانانية المؤدية إلى هذا السلوك المزعج. بالتالي، عليكم مساعده طفلكم للتخلص من الأنانية والبحث في الأسباب والمشاكل وراء هذا السلوك والعمل على حلها. فهذا السلوك السلبي ينعكس على قبوله بين أقرانه وبالتالي ينعكس على نفستيه سلباً. لذلك لا بد من البدء في علاج المشكلة والصبر حتى الوصول للنتائج المرجوة.
قضاء الوقت مع الأطفال:
على الوالدين قضاء الوقت الكافي مع الأطفال والسماع لاحتياجاتهم من وقت لآخر. فبذلك يفرغ الاطفال للأهل ما بداخلهم من مشاعر واحتياجات مختلفة. هنا يجب عليكم منح الطفل الراحة والثقة عند التحدث مهما كان الأمر بسيطاً وغير مهم لكم. بالإضافة إلى تلبية بعض هذه الاحتياجات والرغبات حتى لا يشعر الطفل أن رغباته غير مهمة مقارنة باحتياجات إخوته.
في الختام نقول إن الغيرة تكون طبيعية أحياناً في الحدود المقبولة. بل وممكن أن تكون الغيرة إيجابية وتدفع الطفل للجد والاجتهاد لغيرته من الطلاب المتفوقين الآخرين. لذلك عندما تنحدر عن حدودها الطبيعية واتخاذها للسلوكيات والمظاهر السلبية المختلفة يجب علاجها ويمكن استشارة المختصين أيضاً. فقد تتضمن الغيرة: الضرب، أو الصراخ، أو إيذاء الآخرين أو إيذاء النفس، أو التخريب.
تفضل بزيارة موقع أ ب ت مركز للتشخيص والتدريس وتواصل مع أخصائيين في مشاكل الأطفال.